5 عادات تفقدك محبة الناس فتجنبها



يعتقد معظم الناس أن الرغبة في أن تكون محبوباً وأن تمتلك جاذبية عالية تنبع من الرغبة في التلاعب بالناس لمصلحة المرء الخاصة. وكأن محاولتنا أن نكون محبوبين تعني بالضرورة التلاعب بالناس والتأثير السلبي فيهم. 

إلا أن الواقع يقول بأن محبة الناس تعني أنك تتمتع بالقدرة على التواصل مع من حولك حتى لو لم تؤدي هذه المحبة إلى منافع سطحية مثل المال أو المكانة. 

فالصفات التي يمكن أن تجعل الناس تحبك هي الصدق والإخلاص والقدرة على تفهم الآخر هي ما تكسبك محبة الناس، وليس المظهر أو المكانة أو الذكاء حتى.

ولحسن الحظ فقد بينت الأبحاث أنه يمكن للشخص البالغ أن يتعلم كيف يتحلى بالتعاطف وبهذا سيجعله محبوباً أكثرمن قبل الناس، بالإضافة إلى تحسين العلاقات الشخصية والمهنية.

ويعود سبب ذلك في أحد النواحي إلى أن قدرتنا على تفهم مشاعر الناس تجعلنا أكثر قدرة على مساعدتهم في تجاوز المحن، وأن نساعدهم بشكل أفضل، وهذا بدوره يزيد من محبة الناس لنا.

وتبرز الصعوبات عندما تصبح تصرفاتنا بدون قصد وعلى الأغلب منفرة للآخرين وتفقدنا محبتهم وتعاطفهم.

نرحب بك في موقعنا هل تعلم ونرشدك في هذا المقال إلى خمس عادات سيئة تفقدك محبة الناس وبدون أن تشعر. وفي حال توخيت الحذر وابتعدت عن هذه العادات قدر الإمكان فعندها ستبدأ بعلاقات قوية مع الآخرين. 

الكلام دون فعل

من أهم الأقوال المأثورة لرجل الأعمال والصناعي الأمريكي هينري فورد هو أنك لن تستطيع بناء سمعة جيدة بناءاً على ما سوف تفعله. 

إلا أن هذا بالضبط ما يحاول الناس عمله. يتحدثون عن القيام بأشياء كثيرة لكن لا ينفذون ما يتكلمون عنه. فمثلاً يعدون شركائهم أنهم سيكونون أكثر تقرباً وفهماً لكن لا يخصصون أي وقت لإمضاء الوقت معهم.

ويتحدثون عن أفكار لمشاريع الواحدة تلو الأخرى لكن لا يقومون بأي جهد لتقديم منتج أو خدمة.

التفكير سهل، لكن الفعل صعب. إلا أن المشكلة في كلامك عن مشاريعك الكبيرة بدون توقف دون أن تحرك ساكناً لتنفيذ ما تقوله أمر ممل ومرهق لمعظم الناس. 

يمكن للكلام عن طموحاتك ومشاريعك أن يكون أمراً جيداً يمنحك النقد البناء والتشجيع لكن لا تبالغ في هذا الأمر. ويبقى الاحتفاظ بأفكارك لنفسك هو خير ما يمكن فعله.

وضع الرأي قبل الخبرة

في بعض الأحيان يكون الصمت والإنصات للآخرين من أهم عناصر الجاذبية، لست مضطراً للمشاركة برأيك في كل موضوع وأي موضوع. 

للأسف معظم الناس يخافون من كلمة لا أعلم لظنهم بأنها تدل على الضعف. لكن وكما هو معروف من قال لا أعلم فقد أفتى. 

لا يمكن للمرء أن يعلم كل شئ. واعترافك بعدم معرفتك أمراً معيناً وبأن هناك الكثير من الأمور التي ليس لك علم بها سيعود عليك بمنفعة لأنه يؤدي إلى تقليل المجهود والوقت المهدور. 

بمعنى آخر لا يمكن أن تمتلك الخبرة في كل شئ، ولست مضطراً لأن يكون لك رأي في كل الأمور. 

ولعل أهم مثال على ذلك هو وباء الكورونا الذي يجتاح العالم حالياً والذي لم ينتشر إلا بسبب الجهل ومحاولة الناس وضع آرائهم في مرتبة أعلى من الحقائق العلمية والبيانات. فنحن نرى ونسمع يومياً على صفحات الشبكات الاجمتاعية أشخاصاً مصرون على أن لقاح الكورونا لا يعمل وأن الحكومات تتخد قرارات خاطئة وما إلى ذلك من معلومات مغلوطة تؤدي إلى انتشار الوباء أكثر.

والواقع أنه في بعض الأحيان لا يكون لرأيك أهمية، ومن الأفضل أن توفر الوقت والمجهود للأمور التي يمكن أن تؤثر فيها فعلياً.

قد تتطلب بعض النقاشات إسداء الرأي، إلا أن معظم الأمور تتطلب الخبرة والمعرفة والحقائق والإحصائيات. 

لا يمكنك أن تبرع في جميع الأمور لذلك يجب عليك التوقف عن التظاهر بهذه البراعة. واسمح لذوي الخبرة باتخاذ موضع القيادة عندما يحين الوقت لذلك وركز طاقتك على التعامل مع الأمور التي تبرع فيها فعلاً.

التباهي بالانجازات بمناسبة أو بدونها

قد يستمتع معظم الناس بقصص النجاحات لكن في ذات الوقت فإن معظم الناس أيضاً لا يحبون التباهي . وللأسف لا يدرك معظمنا الفرق بين الفخر اللطيف بانجازاتك وبين أن تكون مملاً ومزعجاً.

والواقع أن الناس لا يهتمون لأمرك أبداً، فكل واحد منا مشغول بنفسه وحياته بدلاً من الانشغال باستعراضك لانجازاتك.

إلا أنه في حال تكلمت عن نفسك باعتدال واهتتمت بحياة الآخرين في نفس الوقت فهذا أمر جيد ومحمود وخصوصاً في قصص النجاح. 

لذلك لا يجب أن تحول كل محادثة إلى عرض لانجازاتك بل يجب ان تركز على العلاقة التبادلية بينك وبين الآخرين وإلى القيمة الاجتماعية التي يمكن أن تقدمها إلى شريكك في الجلسة والمحادثة. 

التأخر وعدم احترام المواعيد

نحن نحب من يمكننا أن نثق به. واحترام المواعيد والدقة فيها هي من أبسط الطرق لكن أقلها في التقدير لكسب ثقة الناس. ففي حال كنت غير قادر على الإيفاء بوعد بسيط هو الدقة في المواعيد فلماذا يجب على الناس أن تثق بك في أمور أهم وأخطر من ذلك؟ 

الوقت هو أهم مورد من مواردنا، وربما كان أهم من المال أيضاً لأنه الأمر الوحيد الذي لا يمكن تعويضه. والتأخر في المواعيد يعني أنك لا تحترم وقت أصدقائك وزملائك في العمل. 

يمكن أن تحدث مواقف طارئة لنا جميعاً، لذلك وكلما سنحت لك الفرصة إذهب إلى موعدك مبكراً ب15 دقيقة وهذا أفضل من تأخرك لمدة 5 دقائق. 

التحدث بالأمور السطحية 

معظم الناس قد أصابها السأم من الكلام عن الطقس ووباء الكورونا. اليوم نحتاج إلى أحاديث معنوية ذات عمق. أحاديث صادقة ومثيرة تغني ما لدينا من خبرات ومعارف. 

ونحتاج أيضاً إلى علاقات تسودها الثقة سواء في حياتنا الشخصية أو العملية. وعليه فإن الأحاديث السطحية المكررة لن تجعل منك شخصاً مثيراً للاهتمام بل شخصاً مملاً. 

ما يجب عمله بدلاً من ذلك هو طرح أسئلة مثيرة، والنظر في عيني محدثك، وأن تري الشخص الذي تحدثه أنك مهتم فعلاً بما يقوله. 

وفي هذا الصدد ذكرت الكاتبة هايدي جرانت في كتابها (ماذا يجب أن تفعل عندما لا يفهمك أحد) أن الناس تحتاج لأن تشعر بأنك تنصت إليها حتى لو كنت غير قادر على إعطائهم هذا الاهتمام الذي يطلبونه أو مساعدتهم بما يريدون عمله. 

الانصات والانتباه عبر النظر في عيني محدثك مثلاً يمكن له أن يكون من أفضل الطرق لبناء الثقة مع الآخرين. 

ونختتم مقالنا هذا بأن محاولة أن تكون محبوباً لا تفرض عليك أن تكون مزيفاً أو مدعياً بل أن تتجنب العادات التي ذكرناها، وبذلك ستصبح قادراً على التواصل مع الناس وتحقيق علاقات وثيقة معهم.
Comments