6 كواكب غريبة من خارج مجموعتنا الشمسية



يبدو عسيراً على التصديق أن الباحثين المختصين لم يعثروا على كواكب خارج المجموعة الشمسية إلا في بداية التسعينات من القرن الماضي. وعلى الرغم من العلماء كانوا واثقين من وجودها، إلا أنه لم يتوفر لديهم دليل قاطع إلا في عام 1992 عندما اكتشف العالم اليكسندر وولزكان كوكبين يدوران حول النجم Pulsar كما هو منشور في مجلة  Nature.

وقد لحق هذا الاكتشاف واحد آخر عام 1995 عندما اكتشف العالمان ميشيل مايور وديديه كوالوز الكوكب Pegasi وهو أول كوكب يدور حول نجم يشبه شمسنا، وقد حصل العالمان على جائزة نوبل في الفيزياء في عام 2019 بناءاً على هذا الاكتشاف.

ومنذ العام 1995 توسعت مجموعة الكواكب المكتشفة بسرعة. حيث تم اكتشاف ما يبلغ 4000 كوكب خارج مجموعتنا الشمسية بالإضافة إلى 7000 أخرى تنتظر التصنيف، وذلك وفقاً لما صرحت به وكالة ناسا. 

ومع تطور تقنيات الرصد فهذه مجرد البداية في الاستكشاف. ومن المتوقع أن تليسكوب جيمس ويب الفضائي وبعد إطلاقه هذا العام سيقع على عاتقه استكشاف الكواكب الخارجية. ومع تكشف هذه العوالم أمامنا تتبدى لنا غرابة الكون من حوالنا. فمن الكواكب التي تمطر فيها السماء حديداً مصهوراً أو زجاجاًَ. إلى الكواكب التي افلتت من سيطرة نجومها وهامت في الفضاء. مما يجعل مجموعتنا الشمسية مملة بشكل مطمئن. 

نرحب بكم في مدونتنا هل تعلم ونقدم لكم أهم الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية والتي تبدي صفات وخواص مذهلة. 

كوكب WASP: حيث تمطر السماء حديداً مصهوراً

كوكب WASP

تم اكتشاف الكوكب عام 2013 وتم تفحصه جيداً بواسطة التلسكوب العملاق في عام 2020، الكوكب لا يدور حول نفسه مما يعني أن أحد جوانب الكوكب يواجه النجم الذي يدور حوله، مما يعني درجة الحرارة مرتفعة جداً وقد تصل إلى 2500 درجة مئوية وهذه الحرارة كافية لتبخير الحديد. كما إن الإشعاعات التي يتعرض لها الجانب الذي يواجه النجم تقوم بحرق الكوكب بشدة وذلك بمقدار يبلغ آلاف الأضعاف من تلك التي يستقبلها كوكبنا. أما الجانب الآخر من الكوكب فهو غارق في ليل أبدي. ولا يجب أن نظن الجانب البعيد عن الشمس يمتلك طقساً لطيفاً. فالحديد المتبخر من الجانب الذي تضربه الاشعاعات ينتقل إلى الجانب الأبرد، مما يؤدي إلى تكاثف الحديد المتبخر على شكل قطرات سائلة تبدأ بضرب الأرض في الجانب الليلي. 

كوكب HD189733b: حيث تمطر السماء زجاجاً مصهوراً



ربما إذا نظرت لهذا الكوكوب من الأعلى فسوف تظن أنه كوكب جميل وهادئ، ويشبه كرة رخامية زرقاء كبيرة. إلا أن المظهر قد يخدعك عند رؤية هذا النوع من الكواكب الخارجية. ويمكن القول أن هذا الكوكب يمتلك هذا المظهر الخادع، وهو كوكب يكمل مداره حول نجمه  خلال يومين فقط. 

والواقع أن المظهر الأورق الجميل ينتج عن طقسه المميت، وعلى وجه الخصوص الزجاج الذائب الذي يغمر سطح الكوكب. بيد أن هذا الكوكب الجنوني لا يقف عند هذا الحد. فالرياح التي تعصف بالكوكب تبلغ سرعتها 9000 كيلومتر بالساعة، وتعمل هذه الرياح على تقوس أمطار الزجاج وحملها لجزيئات السيليكون والتي تضرب الغلاف الجوي بقوة وسرعة. 

وبسبب غلافه الجوي الكثيف والثقيل وقربه من النجم الذي يدور حوله يستطيع هذا الكوكب حبس كمية كبيرة من الإشعاع الصادر عن نجمه. مما يردي إلى ارتفاع درجة الحرارة إلى 930 درجة مئوية. وبسبب هذه الحرارة المرتفعة فالغلاف الجوي يتعرض لعملية تعرية وشفط مستمرة. 

كوكب Gliese 1132b: الكوكب الذي يملك غلافين جويين 


يحمل هذا الكوكب تشابهات مثيرة مع كوكب الأرض. حيث يملك قطر أكبر من قطر كوكبنا بقليل. كما أنه عمره قريب من عمر كوكب الأرض 4.5 مليار سنة. إلا أن الكوكب يحمل اختلافاً جذرياً وهو أنه يدور حول قزم أحمر (وهو أحد أنواع النجوم المحترقة والمنتهية حياتها). كما أنه يكمل دورة حول النجم خلال يوم ونصف من أيام كوكب الأرض. بالإضافة إلى أن قربه الكبير من النجم ينتج عنه درجة حرارة تصل إلى 137 درجة مئوية، ويمكن لهذه الحرارة أن تقوم بتعرية الخلاف الجوي عن الكوكب.

إلا أنه ومن جهة أخرى ونتيجة تأثير جاذبية النجم يؤدي إلى تمدد وتقلص الكوكب بشكل عنيف مما يؤدي إلى نشا ط بركاني كبير يضخ الكثير من الغاز في الغلاف الجوي. ومع تراكم الغاز ينشأ لدى الكوكب غلاف جوي آخر وفقاً لما صرحت به ناسا. وإلى جانب إثارة الاكتشاف لدى علماء الفلك يمنح هذا الكوكب فرصة لعلماء الجيولوجيا كي يدرسوا التركيب الكيميائي لأحد أهم الكواكب المكتشفة. 

كوكب Kepler: كوكب في مجرة بعيدة



يدور هذا الكوكب بالقرب من نجمه بمسافة تبلغ جزء من عشرين من المسافة التي يدور بها كوكب عطارد المألوف لنا. وبسبب هذا القرب  من النجم تبلغ درجة الحرارة 1300 درجة مئوية سرعة مدار حول النجم تبلغ أقل من يوم أرضي. وكما في الكواكب المذكورة أعلاه وبسبب عدم دوران الكوكب حول نفسه يوجد أمطار غزيرة من السليكون والحديد المصهور. كما أن الكوكب تكسوه الحمم التي تتجاوز في حرارتها أي مما عرفناه على كوكب الأرض.   وبسبب الإشعاع الشديد الذي يتعرض له الكوكب نجد أن الغلاف الجوي يخرج من الكوكب باستمرار ويشكل ما يشبه الذيل خلف الكوكب أثناء دورانه. 


أبسيلون أندروميدا: عالم الجليد والنار



كوكب آخر لا يستطيع الدوران حول نفسه مما يعني اختلافاً كبيراً في الحرارة بين الوجه الذي يتعرض لحرارة النجم والوجه المعاكس، الجانب الليلي أبرد بكثير ويصل إلى درجات حرارة قد تصل إلى 20 درجة مئوية. في حين تبلغ درجة حرارة الوجه النهاري 1600 درجة مئوية. وهذا يعني أن العبور بين نصفي الكوكب يشبه القفز في البركان. 

وعلى الرغم من أن هذا الكوكب ليس الوحيد الذي يتعرض لفرق كبير في الحرارة، إلا أن هذا الكوكب يحمل هذا التنافض الحراري إلى القمة. وذلك بسبب النجم العملاق الذي يدور حوله هذا الكوكب والذي يحتوي على بقعة حارة موجهة إلى الكوكب مباشرة. 

ربما لاحظت أن كافة الكواكب المذكورة ساخنة، ويعود سبب ذلك إلى أنه مع اقتراب الكوكب من النجم الذي يدور حوله يصبح أسهل في الرصد والمراقبة بسبب الضوء الشديد الذي يعكسه الكوكب من النجم الذي يدور حوله. لذلك يبدو أن مجموعة الكواكب المدروسة إلى حد الآن تبدي درجات حرارة كبيرة بالمجمل. إلا أن الأمر لا يخلو من استثناءات. 

كوكب OGLE: الكوكب الشارد



يعتقد العلماء أن مجرتنا درب التبانة تمتلئ بالأقزام الكونية وهي كواكب خارج المنظومة الشمسية تحررت  من جاذبية نجومها وتهيم في المجرات لوحدها. وبعتقد العلماء أيضاً أن هذه الكواكب تدور حول نجومها بشكل اعتيادي لكن التفاعل بين هذه الكواكب مع كواكب أخرى يؤدي بها إلى التحرر من النجوم التي تدور حولها. ولأن مثل هذا النوع من الكواكب لا يتم اكتشافها إلا عن طريق الأثر الذي تحدثه في النجوم التي بقربها، فمن شبه المستحيل أن يتم اكتشاف الكواكب الشاردة مثل هذا الكوكب. بيد أن العلماء وبواسطة تقنية تعرف بالتعديس الأصغري الجذبوي، والذي يقوم برصد الكواكب عن طريق تفحص التغيرات في النجوم التي تصدر ضوءاً مختلفاً عند مرور الأجسام الصخرية أمامها. 

نأمل بأن نكون قد قدمنا لك معلومات مفيدة في هذا المقال، ونرجو منك متابعتنا في حال أردت الاستمتاع بمعلومات جديدة عن الفضاء والكون من حولنا. 





Comments