تعرف على التوائم السيامية أغرب حالات الطب


 

التوائم السياسية هي توائم ملتصقة ببعضها عند الولادة في موضع ما من مواضع الجسد، مثل الرأس أو الجذع أو الحوض. تحدث هذه الحالة الطبية الغريبة في المراحل الأولى من تكون الجنين عندما تنشظر الكتلة الجنينينة، إلا أن الانشطار لا يكتمل على الرغم من  تكون طفلين اثنين. بالإضافة إلى أن التوأم السيامي قد يتشاركان عضواً داخلياً من أعضاء الجسد أو أكثر. 

على الرغم من أن التوأم السيامي لا يكون على قيد الحياة عند الولادة أو يموت الطفلان بعد الولادة بفترة قصيرة. إلا أن التقدم في الطب والتقنيات الحديثة كان له الفضل في إطالة أعمار هذه التوائم. كما يمكن للتوائم السيامية أن يخضعوا لجراحة فصل. ويتوقف نجاح العملية على موضع الالتصاق وعدد الأعضاء المشتركة بين الطفلين بالإضافة إلى مدى خبرة ومهارة الفريق الجراحي. 

أعراض التوأم السيامي

لا توجد أعراض محددة خلال فترة الحمل تشير إلى احتمال ولادة توأم سيامي. وكما في حالات التوائم العادية يكبر حجم الرحم بسرعة، ويزداد الإرهاق والتعب بالإضافة إلى غثيان وإقياء أشد في أول مراحل الحمل. ويمكن تشخيص التوئم السيامية عن طريق التصوير بالأمواج فوق الصوتية. 

كيف يلتصق التوأمين ببعضهما

يتم تصنيف حالات التوائم السيامية بناءاً على موضع الالتصاق، حيث يتم الالتصاق إما في نفس الموضع أو في مواضع مختلفة. وفي بعض الأحيان يتشارك التوأمين أعضاءاً داخلية أو أجزاءاً من الجسد. وتتميز كل حالة من حالات التوائم السيامية بسماتها التشريحية. 

ويمكن أن تلتصق التوائم السيامية في أي من المواضع التالية: 

الصدر

التوائم المتلصقة من ناحية الصدر تواجه بعضها البعض إلى ملتصقة بحيث يكون الوجه مواجه للوجه الآخر. وغالباً ما يتشارك التوأم القلب أو الكبد بالإضافة إلى القسم العلوي من الأمعاء. 

المعدة 

في هذه الحالة يلتصق التوأمان عند منطقة السرة. وفي هذه الحالة يتشارك التوأمان الكبد وربما الجزء السفلي من الأمعاء والقولون. وفي حالة كهذه لا يتم مشاركة القلب في معظم الأحيان. 

قاعدة العمود الفقري

في هذه الحالة يتشارك التوأمين العمود الفقري من ناحية الظهر بالإضافة إلى المؤخرة. ويتشارك التوأمين في بعض الحالات السبيل المعدي المعوي، وفي حالات نادرة يتشارك التوأمين العضو الجنسي بالإضافة الأعضاء البولية. 

العمود الفقري بالكامل

وهي حالة نادرة جداً يتشارك فيها التوأمين كامل العمود الفقري من ناحية الظهر 

الحوض

عند التصاق التوأمين بناحية الحوض يمكن أن يكون الالتصاق أمامياً أو خلفياً. ويتشارك الكثير من التوائم السيامية من هذا النوع الجزء السفلي من السبيل المعدي المعوي، بالإضافة إلى الأعضاء الجنسية والبولية. وقد يمتلك كلا التوأمين زوج منفصل أو ربما ثلاثة أرجل بالإضافة إلى ذراعين أو ثلاثة أذرع

الجذع

في هذه الحالة وبالإضافة إلى التصاق الحوض جنباً إلى جنب قد يتشارك التوأمين جزء من المعدة والصدر أو كامل هذه المنطقة، لكن برأسين منفصلين. وهنا أيضاً قد يملك التوأمان ثلاثة أو أربعة أذرع وثلاثة أو أربعة أرجل.

الرأس

في هذه الحالة يتم الالتصاق في أعلى الرأس أو على جانبه لكن الوجه يبقى مستقلاً في كافة الحالات. ويتشارك التوأم السيامي من هذا النوع جزء من الجمجمة مع انفصال الدماغ في معظم الأحيان على الرغم من تشاركهم بعض أنسجة الدماغ. 

الرأس والدماغ

في هذه الحالة يلتصق الوجه والقسم العلوي من الجسد، ويكون الالتصاق خلفياً من ناحية الرأس مع مشاركة الدماغ. ونادراً ما يكون التوأم السيامي من هذا النوع قادراً على الاستمرار في الحياة ولا يعيش لفترة طويلة. 

في بعض الحالات النادرة يمكن أن يكون أحد التوأمين أصغر من الآخر ولا ينمو بالشكل الكامل ونسمي هذه الحالة التوأم السيامي غير المتناظر. وفي بعذ الحالات شديدة الندرة يتم العثور على التوأم داخل جسد أخيه في حالة هي الجنين داخل الجنين. 

أسباب حدوث التوأم السيامي

في البدء يجب أن نقول أن التوأم المتطابق ينتج عن انشطار كتلة الخلايا الملقحة بعد ثمانية إلى اثنتي عشر اسبوعاً من حدوث الحمل والإلقاح. وتعمل طبقات الأنسجة الجنينية على تكوين أعضاء وأنسجة التوأم المتطابق. 

ويعتقد الباحثون أنه عندما يحدث الانشطار بعد هذه المرحلة المذكورة والتي تكون عادة بين 13 إلى 15 يوماً بعد التلقيح يتوقف الانشطار قبل أن يكتمل مما ينتج عنه التوأم السيامي. 

من جهة أخرى يعتقد بعض العلماء أن اثنين من الأجنة المنفصلة يندمجان مع بعضهما لتشكيل التوأم السيامي. 

أما عن العامل المحرض لهذا الأمر فلا يزال غير معروف. 

المضاعفات الناتجة عن التوأم السيامي

ينطوي الحمل بتوأم سيامي على تعقيدات ومضاعفات خطيرة. حيث أن السيدات الحوامل بتوائم ملتصقة لا يمكن أن يلدن إلا عن طريق عملية قيصرية وذلك نظراً للتعقيد التشريحي للحالة. 

وكما هو شائع في التوائم عموماً فمن المرجح أن التوأم الملتصق بولد قبل الأوان، وكما ذكرنا مسبقاً يمكن أن يولد أحد أو كلا التوأمين ميتاً. وقد يموت التوأم أيضاً بعد فترة قصيرة من الولادة. أما التوائم التي تستمر في العيش فتعاني من مضاعفات صحية كثيرة مثل تشوه العظام والشلل الدماغي أو صعوبات في التعلم. 

ويعتمد حدوث المضاعفات على موضع الالتصاق والأعضاء التي يتشارك فيها التوأمين بالإضافة إلى مدى خبرة ومهارة الفريق الطبي، وفي حال كان من المتوقع ولادة توائم سيامية يجب عندها التعاون بين الأبوين والفريق الطبي لمناقشة المضاعفات المحتملة. 

التشخيص

يمكن تشخيص التوأم السيامي عن طريق التصوير بالأمواج فوق الصوتية وذلك منذ بداية الثلث الثاني من الحمل. ويمكن عمل صور أكثر تفصيلاً بالأمواج فوق الصوتية في منتصف فترة الحمل بهدف التحديد الأفضل لموضع التصاق التوأمين ومدى سلامة الأعضاء الداخلية. 

في حال تم الكشف عن توأم ملتصق خلال الحمل، يمكن عمل صورة بالرنين المغنطيسي. والذي يقدم تفاصيل أدق حول موضع التصاق التوأمين وما هي الأعضاء التي يتشاركونها. ويتم جمع هذه الصور الناتجة عن الأمواج فوق الصوتية والرنين المغنطيسي مما يوفر إمكانية التخطيط لعناية أفضل في المستقبل.

المعالجة

يتنوع العلاج حسب الظروف الخاصة لكل حالة على حدى، ويجب مراقبة الحمل عن كثب في كافة مراحله. وعادة ما يتم تحويل المرأة الحامل إلى طبيب أمومة وأجنة مختص بالحالات الحساسة. كما يتدخل في الخطة العلاجية العديد من الأطباء مثل الجراحين وأطباء البولية وتقويم العظام وجراحو التجميل والقلب. 

كما يتم التخطيط للجراحة القيصرية قبل فترة من الزمن تبلغ أسبوعين أو أربعة أسابيع قبل موعد الولادة. وبعد الولادة يتم تقييم الحالة الصحية بالكامل. وبناءاً على هذا التقييم يتم اتخاذ قرار جراحة الفصل ومدى إمكانيتها وضرورتها. 


Comments